كان ياما كان، وطن تلتقي فيه كل ثقافات
العالم، تجري فيه انهار المعرفة، تشيد على
ارضه قصور الثقافة، وحدائق العلم، وطن يعتبر الكتاب فيه
الكنز الحقيقي، والقراءة فطرة، وحاجة أساسية بين الناس. هكذا يجب أن يكون مستقبلنا إن شاء الله.
لكن نحن هنا فكيف نكون هناك، كيف ننتقل إلى
أحداث كان يا ما كان، ونحولها من حلم الى واقع؟ وهنا أقول لقد بدأنا ويجب أن نستمر
ونطور وبسرعه.
بدأنا من
خلال إنشاء دار الكتب القطرية وذلك في عام 1962، وتضم 263 ألف عنوان باللغة
العربية، و370 ألف عنوان باللغات الأجنبية، كما تشتمل على عدة أقسام منها: قسم
التزويد، وقسم الفهرسة، والمخطوطات،وبعد 50 عام وبالتحديد في عام 2012 تم تأسيس المكتبة الوطنية، لكي تساهم مع دار
الكتب في تحقيق هدف مهم.
وبين الصرحين نتواجد، كيف استفدنا من وجودهم، ولكي اكون
دقيقة كيف تعاملنا مع القراءة، وماذا غيرت فينا، فغيرنا من حولنا، للأفضل.
والآن لنعود إلى كان يا ما كان، ونتساءل ماذا لو حولنا
كان يا ما كان، إلى واقع، ويتبعه السؤال: كيف نحوله إلى واقع؟
في الأسطر المقبلة سوف اركز على بعض الجهات وليس كلها، وذلك
لتشعب الموضوع واتساعه، وهذه الجهات هي:
معارض الكتاب: عدم الاكتفاء بمعرض كتاب سنوي واحد ونتعامل
معه كعبء علينا، فنحرك مواعيده من شهر إلى آخر، أيضاً تتعاون الوزارة المعنية بعرض
الدوحة مع هيئات ووزارات الدولة، وتشجع الأندية الثقافية، أن تقيم معارض للكتاب، كذلك
تشجيع المدارس والجامعات على ذلك.
كذلك يجب الاهتمام
اكثر بالمعرض من خلال تكثيف الأنشطة، والابتكار في نوعيتها،وإقامة مسابقات تزيد
التفاعل بين الجمهور والمعرض مثل: مسابقات لوضع كتب من قبل المدارس والطلاب ويتكفل
المعرض بنشرها والتعريف بها، ورش عمل يشارك فيها الطلاب مشاركه فعاله، وأيضاً مشاركه
موظفين الدولة المختلفين، إنشاء دار نشر خاصة بالمعرض، وصندوق لدعم أعمال النشر
والترجمة.
المدارس والجامعات: ان تصبح القراءة مادة أساسية في المدارس، وتبدأ دراستها من
الصفوف الأولى حتى السنة النهائية، يتعلم فيها الطالب كل ماهو متعلق بالكتب بداية
من: تصنيف الكتب، كيف يختار الطالب الكتاب، المساهمة في ترتيب الكتب، كتابة
تقارير، النقاش الجماعي، معرض الكتاب المدرسي، حلقات قراءة، فهرسة الكتب. وترتبط
بهذه المادة أنشطة متعددة مثل:
تنظيم
زيارات دورية للمكتبات العامة، على أن تكون زيارات غير تقليدية لكي تحقق الفائدة،
زيارات يتم الأعداد لها مسبقاً، مع أوراق عمل وأمور يجب أن ينجزها الطالب خلال
تواجده في المكتبة، وإقامة أنشطة بالتعاون معها لتوثيق روابط الطلاب بها، أيضاً
يقوم أفراد من تلك المكتبات بزيارة المدارس ويتم التركيز على الأنشطة التفاعلية
اكثر من التوعية، لان الأولى ترسخ في ذهن الطالب اكثر، مع التركيز على ان تكون كل
تلك الأنشطة باللغة العربية.
تنظيم يوم
قراءة مع الوالدين حيث يتبرع احد أولياء الأمور للقراءة للطلاب ومشاركتهم الحوارات
اقامة
مسابقات مرتبطة بالقراءة والكتب مثل: كتاب الصف، كل فصل يختار موضوع ثم يكتب فيه
كتاب بداية من الكتب المصورة للأطفال، إلى الكتب العلمية.
تنظيم
معارض كتب فصلية في المدارس، إرجاع تقليد مكتبة الصف، الابتعاد قليلاً عن الجوائز
المالية، فالكتب أرقى من أن يرتبط حبها بالمال.
بالإضافة
إلى ما سبق أن تكون هناك حلقات القراءة التي ترتبط بكل مادة وتبدأ من قراءة
الحكايات للأطفال، ثم قراءة كتب المعارف العامة المبسطة،أي أن يكون هناك تدرج
وتنوع في القراءة مرتبط بالمواد الدراسية ، وتكون القراءة تفاعلية، أو فردية.
أخيراً:
القراءة حاجة أساسية وليست من الكماليات أو مظاهر الترف، ودليل الفراغ، هي المحور
الذي يجب أن تدور حوله حياتنا، من خلاله تكون رؤيتنا أوضح، ورسالتنا أسمى،
واصرارنا على تحقيق الاهداف اكبر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق