الجمعة، 26 فبراير 2016

قراءة في كتاب من سيرة المماليك



اسم الكتاب:  من سيرة المماليك
بقلم: جيهان مأمون 
عدد الصفحات: ٢٧١
الناشر: دار نهضة مصر للنشر

من الدرب الأحمر، إلى الأصفر، ومنه الى العتبة الخضراء.

القاهرة بحق مدينة الألوان المبهجة، ألوان الحياة، ألوان البشر والأطباع، مدينة المساجد والمدارس والقصور 

باختصار هي مدينة الحياة

وهكذا كان قلم جيهان مأمون صاحبة الكتاب، مملؤة مشاعر صادقة، أحاسيس محبة للتاريخ، ولتاريخ بلدها بالتحديد، سطرتها في هذا الكتاب، يعد هذا الكتاب الثاني الذي اقرأه للكاتبة، فقد قرأت كتاب همسات مصرية-جولة عبر الماضي-، يتميز اسلوبها، بالجمع بين العاطفة والوجدان من ناحية، والاحداث التاريخية من ناحية اخرى، وهي بذلك انتهجت اُسلوب ومنهج كتابة جديد على العالم العربي، وهو اسلوب رائع من وجهة نظري، فنحن نحتاج لتجديد دائماً وان نبتعد عن الجمود. 
كما صدر للمؤلفة العديد من الإصدارات المتخصصة في التاريخ ومنها: سلسلة عصور مصرية (٧ اجزاء)، سلسلة مدن مصرية (٤اجزاء). 

هذا الكتاب كتاب معلومات، لكن الأهم من وجهة نظري، طريقة نقل وسرد المعلومة او القصة، فقد أصبت بالملل من الأسلوب التقليدي الذي لم يتطور ولم يتغير لدينا، وهذا ما افتقده في كتب التاريخ ووجدته هنا. 

الكتاب عبارة عن قصص او جوانب الحياة في العصر المملوكي، وقامت الكاتبة بتسليط الضوء عليه، مع عدم اغفال العصور السابقة مثل العباسي والأموي، او العصور اللاحقة، مثل العثماني، فقد تمكنت من ربطهم بالعصر المملوكي لكي نكتشف مدى التغيير او التطور الذي حدث في ذلك العصر في كل جوانب الحياة، ولدى جميع سلاطين المماليك، ولم تغفل انجازاتهم سواء السياسية، المعمارية، التعليمية والعلمية، العسكرية، والترفيهية ايضاً. 

وهنا اذكر بعض المعلومات والقصص التي استوقفتني:
الأحياء والحارات وأشهرها، حي الجمالية، والذي أسسه بدر الدين الجمالي، أشهر وزراء مصر في العهد الفاطمي، وهو مملوك من اصل ارمني، اشتهر بالقوة والطموح، كان والي دمشق قبل ان يستدعيه الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، لكي يتصدى للفساد والسلب والنهب الذي انتشر في عهده. 

(يا سلام سلم الحيطة بتتكلم)، في عهد السلطان برقوق شاع بين الناس الحائط الذي يتحدث، وقد بدأت الحادثه مع شخص يدعى ابن الفيشي كان في بيته عندما سمع صوت يخرج من الحائط يطلبه ان يحسّن لزوجته، فزع الزجل واستدعى الجيران، وسمعوا الحائط يتكلم،ثم شاع الخبر بين الناس، الدين توافدوا من اجل سماع الحائط، فقالوا: (يا سلام سلم الحيطة بتتكلم) وعندما علم المحتسب امر بهدم الحائط، ولكنه استمر بالحديث، وازدادت الفتنه، لكنه شك بالموضوع فبحث فيه حتى اكتشف خدعه ابن الفيشي وزوجته، التي احتالت على زوجها في البداية لكي يحسن معاملتها، ثم تحولوا الي خداع الناس، لتحقيق الربح. 

ختاماً:
لقد أخمدت نيران المطبخ السلطاني وأغلقت حوانيت الطباخين أبوابها وولى هذا العالم الساحر بين طيات الزمن. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
site design by designer blogs