لمصلحة من انهارت الدولة العثمانية؟ من هم الأشخاص الذين عملوا على هدم دولة الاسلام التي استمرت لأكثر من6 قرون؟ وماهي العوامل التي أدت لضعفها؟ وكيف تطور الوضع حتى وصفها اتاتورك بــ (هذا الورم من القرون الوسطى)؟ ، ثم قام بطرح مشروع قرار الغاء الخلافة وتمت الموافقة عليه ، فخلع الخليفة عبدالمجيد الثاني ، و طردت الاسرة العثمانيه .
لقد عاشت الامبراطورية العثمانية مرحلة ضعف، و مرض قضى عليها بالموت ابتدأ من عهد السلطان محمود الثاني، مروراً بالسلطان عبدالحميد الثاني، وانتهاء بالسلطان عبدالمجيد الثاني، عانت الامبراطورية من ثورات، و حروب، و خلع عدد منهم، وهناك عدد من المتمردين الذين ساهموا في هذا الضعف، سواء بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة، ومنهم محمد علي الذي وردت سيرته في كتاب الفرعون الأخير.
الذي قال عنه السلطان محمود الثاني: ( أترك خلفي رجلاً سيصير أكبر متمرد في
الامبراطورية) .هو السياسي الذي سطع نجمه في فترة كانت تعد بداية ظهور أعراض المرض
على دولة الرجل المريض -الدولة العثمانية-، والتي أصبحت مثل الكرة بين يدي الدول
الأوروبية، تتقاذفها يمنة ويسرة، من أجل تحقيق الهدف، الذي تحقق سنة1924، باختفاء الدولة العثمانية من على
الخريطة
المتمرد هو محمد
علي باشا المسعود بن إبراهيم آغا القوللي، المعروف بمحمد علي باشا والي مصر. وكتابنا هو الفرعون الاخير محمدعلي، للمؤلف
جلبيرت سينويه، والأسطر القادمة تسلط الضوء على بعض
جوانب شخصيته، و ذلك على مراحل:
١-المرحلة الاولى: (أسداً و ثعلباً في الآن ذاته) عندما تستدعي الحاجه هو شجاع كالأسد، و يصبح ماكر مثل الثعلب في مواقف اخرى. وقد قام في بداية تواجده في مصر بأحصاء الاقوياء والضعفاء ثم تحليل ودراسة عادات اهل البلد، بعدها قام باستخدام الضعفاء والمتمثلين في الجنود الألبان للضرب بالأقوياء بعضهم ببعض وفي النهاية قضى عليهم كلهم واصبح هو سيد مصر الوحيد.
٢-المرحلة الثانية:(أنا مصر)بدأت عندما قضى على منافسيه ، بالتالي تحول من جندي مجهول الى فرعون مصر، و سخر كل مصر من أجل تحقيق أهدافه، فأمم الأراضي الزراعيه فاصبحت ملك له، وقد أهدى بعض مسلات مصر للدول الاوروبيه لكي يكسب تأيدها ضد الدولة العثمانية، كذلك أرسل الحملات للقضاء على الدعوة الوهابية، ثم أرسلها للاستيلاء على بلاد الشام وقد تحقق نجاحات كبيرة.
٣-المرحلة
الثالثة:(أنا تركي و سأموت تركي) وتتسم ببعد النظر، فقد وصل إلى نتيجة أكيدة أن كل
أعمال الدول الاوربية كانت بهدف القضاء على الدولة العثمانية، من خلال تأييده في نزاعه مع العثمانين على السيطره على بلاد الشام، وعندما حدث النزاع وهي
اللحظة التي كانت تنتظرها القوى الاوروبية، تدخلت من خلال المعاهدات و الاتفاقيات
و فرض الحلول على الطرفين، وقد أدرك ذلك في وقت متأخرعندما بدأت
أوروبا تتدخل فعلياً في شؤون العثمانين الداخلية. لذلك عندما عرضت عليه انجلترا
تقديم مساعدة مالية من خلال مؤسسة
روتشيلد، رفض بحزم، لأنه ادرك أن غايتها السيطرة على مصر.
الخلاصة: يعد هذا
الكتاب اضافة لكتب السير الذاتية و أنكان يعيبه الأطالة ولكنها أطالة في محلها، خصوصاً عندما تكون الشخصية غنيه مثل محمد
علي، لذلك كان التركيز فيها على شخصيته، من أجل تحقيق هدفه وهو حكم مصر ثم تضخم اهدافه حتى اصبحت أكبر من إمكانياته، وهذا ما حدث عندما استغلت الدول الاوروبية هذه الأهداف، و دفعته
لتحقيقها حتى تصل إلى الدولة العثمانيه وتقضي عليها، نقطة
ضعف آخرى ايضا، هي القصور في الترجمة من حيث الأخطاء اللغوية بالاضافة لاخطاء في
ذكر اسماء المدن والاشخاص.
وقفة اخيرة:
هل التاريخ عادل؟
هل من نعتقدهم
حكماء هم حكماء بالفعل؟
كيف
نمتلك النظرة الشامله و الأفقق الواسع؟